قيمة الصلاة عند الإنسان وأهميتها في تحقيق التوازن النفسي

قيمة الصلاة عند الإنسان

ما يجعل الإنسان يمل من هذه الدنيا هو تصارع الأحداث التي تؤزم نفسيته وتجعله في حالة لا يرثى لها، وفي هذه الحالة يبقى الدين الحنيف هو الحل الوحيد لتفادي هذه الصراعات الداخلية التي تقضي على الإنسان وتبقى الصلاة الحل الأنسب لعلاج كل الأمراض النفسية لأنها تحافظ على التوازن النفسي لدى الشخص وتجعله في سكينة وطمئنان، وكل ذلك يتم بشروط منها الحفاظ عليها في وقتها وكذلك الخشوع والتدبر في تلاوة القرآن الكريم ، إضافة إلى أنها تقام خمسة مرات في اليوم وهذا عامل مهم في ارجاع النفس البشرية من الشتات الذهني المتراكم على طوال اليوم، لهذا عزيز القارئ يجب أن نراجع أنفسنا من الناحية الدينية ، ولماذا هذا التقصير فيما يخص الصلاة ؟ مع العلم أنه عندما يبحث الشخص عن إجابات واضحة حول هذا الموضوع لا يعثر عليها ، وقد يرجعها البعض إلى أسباب تافهة لا محل لها من الإعراب، فقط التسويف وجمعها إلى أخر اليوم من أهم العوامل التي تساهم في ترك الصلاة . عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : { بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان}.
يعد هذا العصر الذي نعيش فيه عصر الأمراض النفسية التي تصاحب كل شخص من قلق وكتئاب وسواس قهري وخوف بدون أسباب ، يا ثرى هل شبابنا ضائع في دائرة الوهم أم في مثاهة لا يعرف لها طريق الخروج ، مع الأسف الشديد نلاحظ أن المساجد اليوم فارغة من المصلين فقط فئة قليلة ممن تقوم بالصلاة في المسجد ، ومع هذا التقدم المروع أصبحت أمراض النفس هي صاحبة الصادرة في وقتنا الحالي ، أمراض لم تكن بهذه الحدة في عصر النبوة، قال الله تعالى{ فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلوات إن الصلوات كانت على المومنين كتبا موقوتا}. وما يحير العقل هو أننا نعرف الحل ولكن لا نفعل شيء، الشيطان يلعب لعبته معنا ويسيطر على عقولنا بوسوسته اليومية ، ومع ذلك لا يمكن ارجاع سبب اهمال الصلاة هو تدخل الشيطان اللعين في هذا الأمر فهناك من يحافظ على صلاته ووضع حد وجدراً سميك لهذا الشيطان يمنع دخوله بسبب كثرة الطاقة أو الهالة الموجبة التي تشيع من جسم الشخص المحافظ على صلاته، وهذا مثبت علميا .
قيمة الصلاة عند الإنسان وأهميتها في تحقيق التوازن النفسي
قيمة الصلاة عند الإنسان وأهميتها في تحقيق التوازن النفسي

مفهوم الصلاة لغة واصطلاحا :

الصلاة لغة هي الدعاء والترجي وصطلاحا قربة فعلية  بين العبد وربه ، فرائضها أفضل الفرائض، ونوافلها أفضل النوافل ، وهي أول الصفات بعد الإيمان بالله قال تعالى { الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلوات ومما رزقناهم ينفقون} وقد شبه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس بمثابة الاغتسال من الذنوب ، عن أبي هريرة رضي الله عنع قال : قال رسول الله عليه وسلم { أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ قالوا : لا يبقي من درنه شيئا، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا} .
والصلاة هي الصلة بين العبد وخالقه ، ففيها يدعوالعبد لله الجبار ما يشاء وما يجول في نفسه ، وهي أول ما سيحاسب عليه المرء يوم القيامة ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم { أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد له سائر عمله } .
لكن الشيطان دائما ما يلعب لعبته الخبيث مع البشر حتى يجعل المسلم يبتعد عن قيامه بهذه الطقوس الدينة التي تجمح المسلم عن قيامه بما حرم الله تعالى في قرآنه الكريم قال رسول الله عليه وسلم { يعقد الشيطلن على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل فارقد فإذا استيقظ ذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا صلى انحلت عقدة وأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان}.
وكتب عمر رضي الله عنه في شئن الصلاة إذ يقول { إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع }.

فوائد الصلاة من الناحية النفسية : 

الصلاة له دور مهم في اراحة النفس البشرية ، فالشخص في تلك الحالة يكون مع خالق الكون وصانع هذا العالم الذي نعيش فيه تكون الصلاة صلة بينه وبين الخالق العظيم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أحدكم إذا صلى فإنه يناجي ربه}. وهذا توجه رباني يقول فيه جلا وعلا { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}، وما أحوج الشخص في هذا العصر الذي اشتدت فيه الأزمات النفسية ، إلى أن ىيفزع إلى الله بالصلاة ليحس بالسكينة ولإطمئنان .

فوائد الصلاة من الناحية الإجتماعية :

الإنسان اجتماعي بطبعه ، يميل إلى العيش مع الناس في علاقة دائمة ، وصلاة الجماعة لها دور مهم في توطيد علاقة المسلمين  مع بعضهم البعض ، والتحلي بالروح الجماعية والإحساس بالمساوات بين أفراد الجماعة في مجال العبادة داخل المسجد وخارجه ، وتقوية الروابط بين الأفراد داخل المجتمع قال تعالى { إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين}.
الحمد لله على هذه النعمة التي بفضلها يتقرب العبد إلى خالقه ويدعو إليه ما يحزن قلبه ، فلنتشبت بها فهيا الحل الوحيد لكل ما يعاني منه الشخص من هموم.

إرسال تعليق

0 تعليقات