أصحاب الكهف :
من القصص المعبرة التي أخصها الله سبحانه وتعالى بالعبر والحكم التي يجب أن نستفيد منها ، لتمثل لنا الثبات على المبدأ وكرم الله الذي ليس بمثله كرم، جاء المشركون إلى اليهود وقالوا : يا معشر اليهود أنتم أهل كتاب نريد أن تعطونا أسئلة تعجيزية نعجز بها محمداً ولا يعرف أن يجيب ، قالوا سوف نعطيكم ثلاثة اسئلة إن أجابهم فهو نبي من الله وإذ لم يجبكم فهو داعية كادب . ماهي الأسئلة الثلاثة قالوا : قالوا ماهي قصة فتية خرجوا من موطنهم فرار من أجل الحفاظ على دينهم ؟ وما قصة رجل ملك مشارق ومغارب الأرض؟ وماهي الروح ؟ ذهب المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: لقد جئنا بينك وبيننا بالفصل سنطرح عليك هذه الأسئلة إذا أجبت عنها فأنت نبي من الله وإذا لم تجيب فأنت داعية مخادع ، طرحوا عليه تلك الأسئلة فأخبرهم الرسول غدا أعطيكم الجواب ، في رواية أخرى تقول أن الوحي نزل عليه بعد مدة طويلة ونزل الوحي في القصص الثلاثة .
في فترة من زمن حكم الإمبراطورية الرومانية، تولى عدد من الحكام المستبدين مقاليد الأمور في الأمبراطورية الرومانية وفرضوا على الناس الذين لديهم دين المسيحية أن يتحولوا من دينهم إلى عبادة الأصنام ، والشرك بالله سبحانه وتعالى .هذا ما سنراه خلال الأسطر التالية من القرآن الكريم لأنه هو المصدر الراجح بالحقيقة من هنا يتبادر إلى ذهننا طرح بعض الأسئلة :
من هم أصحاب الكهف ؟
وما قصتهم التي ذكرت في سورة الكهف ؟
ما هي صفاتهم وكم عددهم ؟
في هذه المقالة سنتعرف على قصة أصحاب الكهف كما أتى شرحه في القرآن الكريم ، والعبرة من ذكر الخالق سبحانه وتعالى قصتهم لنا .
أصحاب الكهف وقصتهم مع الملك دقيانوس |
1/من هم أصحاب الكهف :
الفتية هم من أبناء الملوك لا أحد يعرف الأخر ، صغار في السن ليس كبار في السن لكن كبار في العقول لهم فطرة الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، جمعتهم أرواحهم مع بعضهم البعض ، تركوا خدمهم وقصورهم وكل شيء من أجل القيام بشيء عظيم وهو التغير وارسال رسالة إلى شعبهم بعبادة الله سبحانه وتعالى .
تبدأ قصة أصحاب الكهف بأية الآتية { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آيتينا عجبا} والكهف هو الغار المتسع في الجبل، والرقيم هو اللوح الذي كتب فيه أسماء أصحاب الكهف .أحسبت أنهم كانوا أعجب آياتنا ،قد كانوا في آيانتا ما هو أعجب من ذلك، منهم { إذ أوى الفتية إلى الكهف } أي التجؤوا إلى الغار وجعلوه ملجأ لهم { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا ، فضربنا على آذانهم في الكهف سنسن عدد } أي ألقينا عليهم النوم في الغار سنين عديدة ، ثم أيقظناهم من بعد نومهم الطويل لنرى أي منهم أدق في إحصاء المدة التي ناموها في الكهف { ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا لأمداً}.
قصتهم تبدأ في بلدة من بلاد الروم تدعى [ طرطوس] بعد زمن عيسى عليه السلام ، حيث كان هناك ملك جبار يسمى دقيا نوس ،كان يدعوا الناس إلى ترك دينهم وعبادة الأصنام ويقتل كل شخص لا يستجيب لدعوته ، حتى اشتدت الفتنة على أهل الإيمان ، فلما رأى الفتية ذلك حزنوا حزنا كبيرا وبلغ خبرهم إلى الملك الجبار القاسي فأرسل إليهم دعوة من أجل الحضور عنده فلما مثلوا عنده توعدهم بالقتل إن لم يعبدوا الأصنام كباقي الناس ، فبعد الحادثة هربوا إلى الجبل ليلا ومعهم كلبهم ، وفي الصباح تبعهم الملك وجنده فلما وصلوا إلى الكهف خافوا وفزعوا من الدخول عليهم فقال الملك : سدوا عليهم باب الغار حتى يموتوا فيه جوعا وعطشا، وألقى الله على أهل الكهف النوم فبقوا فيه نأمين وقد ناموا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أيقضهم الله وظنوا أنهم ناموا يوما أو بضع يوم وشعروا بالجوع فخافوا أن يتم اكتشافهم من طرف شعبهم والملك دقيانوس خوفا من الرجم، لكن زاد الجوع كثيرا فبعثوا واحدا منهم ليشتري لهم طعاما وطلبوا منه النخفي والحذر فسار حتى وصل البلدة فوجد معالمها قد تغيرت وسكانها قد تغيروا ولباس الناس مغاير لما عليه هو فتعجب الناس من لباسه ولم يعرف أحداً من أهلها فقال في نفسه : لعلي أخطأت الطريق المؤدية إلى البلدة ثم اشترى طعاماً ولما دفع النقود للبائع ضحك الرجل وجعل يقلبها في يده ويقول : من أين حصلت على هذه النقود ؟ لم يعرف ذك الشاب شيء من ما حصل فاجتمع الناس وأخدوا ينظرون لتلك النقود بإستغراب وتعجب مما رأت أعينهم ،ثم قالوا من أنت يا فتى لعلك وجدت كنزا ؟ فقال في إستغراب لا والله ما وجدت كنزا إنها نقود قومي ، قالوا إنها من زمن بعيد من عهد الملك دقيانوس، قال وما فعل دقيانوس؟ قالوا مات مند قرون عديدة فأخده الرجل إلى الملك ، قال الملك وهو ملك مؤمنا صالحا - لا يؤدي شعبه -مخلص معهم من أين أتيت بهذه النقود؟ قال الشاب وهوخاف إنها نقودي ، هنا الملك تراجع بمذكرته إلى الوراء فهو يعرف أن فتية قد اختفوا من زمن بعيد لكن لم يتصور أنه قد يكون هذا الشخص واحد من أولئك الفتية فهذه أسطورة من الأساطير، قال والله لن تصدقوا ما سأقول لكم من حديث هذا : لقد كنا فتية وأكرهنا الملك دقيانوس على عبادة الأصنام فهربنا منه في الليل وختبأنا في الكهف فأرسلني أصحابي اليوم لأشتري لهم بعض الطعام ، حتى أتنا الجوع فأتيت باحثا لشراء بعض الطعام ، ثم بعد ذلك انطلقوا معه ومعهم الملك إلى الكهف ليتأكدوا من صحة الخبر ويتعرفوا على أصحابه ، فتعجبوا من كلامه. خرج الملك والجنود وأهل البلدة وحين وصلوا إلى الغار سمعوا بقية الفتية أصوات وجلبة الخيل فضنوا أنهم جنود دقيانوس فقاموا إلى الصلاة فدخل الملك عليهم فرآهم يصلون لله تدرعا له من أن يدخل عليه الملك الجبار في تخيلاتهم ، فلما انتهوا من الصلاة عانقهم الملك وأخبرهم أنه رجل مؤمن بالله ,ان دقيانوس قد هلك مند قرون بعيدة ، ولما استراحوا من الهول الذي كانوا يشكونا فيه اطمئنا قلبهم وأتلوا عليه قصتهم مع الملك الجبار فسمع كلامهم وعرف أن الله بعثهم ليكون أمرهم أية للناس يأخذون من العبرة على قدرة الخالق سبحانه وتعالى في التعامل مع أي شيء وخاصة في قصتهم، ثم القى الله عليهم النوم وقبض على أرواحهم فقال الناس : لنتخدنى عليهم مسجداً.
2/صفاتهم وعددهم :
جاء في ذكر بعض المفسرين على أن اصحاب الكهف هم فتية أشداء في أجسامهم ، أشداء في إيمانهم ، حزنون لما وقع لي شعبهم من عنف وضغط لتبديل دينهم المقدس ، إنهم فتية تبين لهم الهدى في وسط عم عليه الكفر بالله والظلم من عباده أشركوا بمن خلقهم {من يهدي الله فهو المهتد،ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} .
وقد أختلف في عددهم حيث جاء في القرآن الكريم آيات توضح هذا الأمر قال الله تعالى :{ سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم } أي أنهم ثلاثة رجال معهم كلبهم هم من جرت عليهم أو حكيت عنهم هذه القصة كما جاء في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لماذا الكلب رغم أنه نجس إلا ان الله كرمه وشرفه وذكر وصفه في قصة أصحاب الكهف { ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب }أي قد يقول البعض بدون علم أو معرفة على أنهم خمسة أشخاص وكلبهم هو السادس قدفا بالظن من غير يقين ولا بالعلم ولا بالحجة { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } ويقول البعض الأخر على أنهم سبعة اشخاص وكلبهم هو الثامن {قل ربي أعلم بعدتهم }، الله وحده هو العالم بعددهم كم هو عدد الفتية . قال ابن عباس : أنا من ذلك القليل، كانوا إن الله عدهم حتى إنتهى إلى القول الأخير لم يقدح فيه بشيء أقر قائله ثم نبه رسوله إلى الأفضل والأكمل وهو رد العلم إلى علام الغيوب .
0 تعليقات
شكرا لكم