نشأة الدولة العثمانية ومراحل تأسيسها

نشأة الدولة العثمانية ومراحل تأسيسها

نشأة الدولة العثمانية ومراحل تأسيسها وأهم السلاطين
نشأة الدولة العثمانية ومراحل تأسيسها من بداية
وأهم سلاطينها -أرطغرل، عثمان الأول، أروخان

الكثير منا يبحث عن كيف قامت الدولة العثمانية، ويتسائل كيف نشأت هذه الإمبراطورية العظمى، التي ساهمت بدور مهم في نشر الإسلام ومحاربة المغول والبيزنطيين في شرق أروبا الذين كانوا يحاربون المسلمين في كل البقاع المحيطة بالدولة العثمانية، في هذا المقال سنتعرف على نشأة هذه الإمبراطورية، ومن أسسها، وفتوحاتها في دول أروبا و أهم سلاطينها.

موطن الترك 

كما أتى في جميع كتب التاريخ، أن الأتراك العثمانيين في بداية التاريخ كانوا عشيرة من الرعاة والأغنام والماشية، أخدت هذه القبائل تجتمع مع بعضها البعض حتى وصلت إلى تأسيس دولة جعلت الكل يتحدث عنهم، وقد كانت لهم علاقة وطيدة مع الأمويين مما ساهم بدور مهم في نشر الإسلام في تلك القبائل التركية التي كانت تعتمد في دينها على عبادة الأوثان حيث كان يسمى دينهم بالشمانية الوثنية المستندة إلى الطبيعة وعبادة الأصنام.
ويوجد موطن الأتراك قرب نهر جيحون قي القارة الأسيوية، حيث أسسوا موطنهم هناك سنة 705م أي في القرن السادس ميلادي، حيث ظهرت هذه الدولة بعد الهجرة الكثيفة لبعض القبائل القريبة من تلك المنطقة. وينتسبون إلى بلد العراق، وهو العراق الذي ينتسب إليه المغول والصينيون وغيرهم من سكان اسيا الشرقية، كان موطنهم الأول في البوادي الواقعة بين جبال آلتاي وبحر القزوين غربا .

علاقة الأتراك بالدولة العباسية 

يقال أن أم الخليفة العباسي المعتصم / 318-833، كانت تركية، فكان هذا الربط مهم في تقوية العلاقة مع بعضهم البعض، ولأن الفتنة التي قامت بين الأمويين والمأمون، جعلته يفقد الثقة في العرب والفرس لما تبادر منهم من غدر وخيانة الأمانة . فمال إلى الترك ودأب على شراء مماليك الأتراك من سمر قند وفرغانة.
وأدى تطور العلاقة بينهم أثناء الخلافة العباسية على انتشار الإسلام في القرن العاشر ميلادي، إذ اعتنق الإسلام الكثير من القبائل، وقد ساهم هذا الوضع الأخير في اجتذب الكثير من السلاجقة للقبائل التركية من بلاد ما وراء النهر نحو العراق من أجل تعليمهم الإسلام ،.والسلاجقة هم من الأتراك كانوا يعيشون في الصحراء الواسعة  وكان أميرها علاء الدين أمير الدولة السلجوقية.

تأسيس الدولة العثمانية برآسة أرطغرل 

أسس الأتراك دولتهم في أسيا الصغرى ، وأثناء حروب السلاجقة مع الروم وانتصارهم عليهم سنة 1071 م ، أستقر عدد كبير من الأتراك في آسيا الصغرى ، وعرفوا باسم سلاجقة الروم ، فلما ضعفت الدولة السلجوقية استقل هؤلاء عن الدولة السلجوقية ، وكان فيهم أرطغرل أبو عثمان مؤسس الدولة العثمانية الذي خلف اباه  في سنة 1288 م، وكان يبلغ من العمر 24 عاما، وهو الذي تنسب إليه الدولة العثمانية، ويطلق عليه الأمير الغازي أرطغرل بك بن سليمان شاه التركماني، هو قائد مجموعة قبيلته التركية ، فالغازي تعني المحارب الشرس الذي لا يخاف ولا يهوى شيء، الطائر الجارح الذي يأكل ما يصطاده من فرائس، كان أرطغول قائدا عسكريا لقبيلته المكونة من أكثر من 350 عائلة، وكانت هذه القبائل تعاني من المغول الذين لا يرحمون شخص إذا أتى في وجههم، وقد قيلا عنهم أنهم يأجوج ومأجوج لما ظهر فيهم من عنف وقتل ودبح لناس، وقد ساعد هذا الأخير جيش المسلمين الذي كان قائده الأمير علاء الدين  ضد الدولة الرومانية والمغول، حيث قاتل هو وفرسانه وهزموا جيش المغول، وعادوا براية النصر إلى ديارهم، وقد قام هذا الأخير بعمليات كثيرة لصلاح دولته باستيلائه على المدون البيزنطية .وقد استمرت قائمة لما يقارب 600 سنة ، وتوفي في سنة 1281 عن عمر يناهز التسعين .
بعد أرطغرل تولى ابنه الأصغر عثمان رئاسة دولة العثمانية، وهو عثمان بن سليمان شاه بن أرطغرل التركماني المشهور باسم عثمان الأول ولد سنة 656 م في سوغود، حيث أظهر براعة سياسية في علاقته مع جيرانه، فعقد تحالفات مهمة مع التركمان ، ووجه جيشه نحو الضفة البيزنطية لاستكمال ما كان والده قد بدأه، ففي عام 1291 م فتح مدينة قره جه الواقعة في الجنوب من سوغوت ،وجعلها قاعدة له، وحين تغلب المغول على دولة السلجوقية، سارع عثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة ولقب نفسه باديشاه آل عثمان ، وضل يحكم الدولة لفترات طويلة حتى أتاه الموت عن عمر يناهز السبعين عاما.

فتوحات العثمانيين في أروبا بقيادة أروخان 

أكمل أروخان ما بدأه أبوه عثمان من الاستيلاء على مجموعة من الأراضي في شرق أروبا، فستولى على نيقية سنة 1329 م، ونيقود ميديا سنة 1337 م، وهما منطقتان يطلان على القسنطينية التي عاصمتها اليوم في تركيا هي اسطنبول، واقتنع أن في استطاعته مد سلطته على أرض الدولة البيزنطية في أروبا بالتدخل في شئون هذه الإمبراطورية  بمختلف الطرق من أجل توسيع نطاق سيادة الدولة العثمانية في شرق أروبا.
كان أورخان يمتلك جميع الصفات التي تؤهله لحكم دولة كالعثمانية ، فهو لم يكون مجرد قائد عسكري فقط، بل كلن رجلا إداريا من الدرجة الأولى ، وقد انصرف هذا الأخير في مرحلة قيادته إلى بناء المساجد والمدارس والمشافي والفنادق، وربط  عملة بلاده وأرجعها العملة الرسمية في الدولة ، واختار الزي القومي الذي يمتاز به الأتراك اليوم في حفلاتهم والمناسبات الإجتماعية ، ولا ننسى دوره المهم في تنظيم الجيش التركي وجعله أقوى جيش في المنطقة .
ويرجع له الفضل في انشاء الفيالق العسكرية التي جعلت من الأتراك العثمانيين مصدر رعب وخوف في شرق أروبا لعدة قرون ، وهي فيالق [ الأيكنجية] و فيالق الحرس السلطاني ، وفيالق المشاة التي أخدت شهرة واسعة والمعروفة باسم [ الانكشارية].
المراجع 
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط - علي الصلابي/2001
كتاب التاريخ العام ، منشورات مكتبة الوحدة العربية المغرب 

إرسال تعليق

0 تعليقات